الأربعاء، 20 مايو 2015

هل للمرأة قلبين ؟؟

هل للمرأة قلبين ؟؟

نعم. ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻗﻠﺒﻴﻦ ..!!
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼ‌ﺏ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﺼﺎﺣﺔ ﻭﺩقه ﻋﺠﻴﺒﺔ ..ﻟﺪﺭﺟﺔ أﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺒﺪل ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﻠمه ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﻣﺜﻠﻪ على ﺬﻟﻚ ..
ﻓﻘﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼ‌ﺏ الملحدين ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺃؤﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺎﻛﺘﻪ ..!!!!
ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺔ
(( ﻣَّﺎ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﺮَﺟُﻞٍ ﻣِّﻦ ﻗَﻠْﺒَﻴْﻦِ ﻓِﻲ ﺟَﻮْﻓِﻪِ )) ..
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﺸﺮ ..؟؟
ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ‌ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ إﻻ‌ ﻗﻠﺒﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً بجوﻓﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﺟﺎﻻً‌ ﺃﻭ ﻧﺴﺎﺀ ..
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺣﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ ﺻﻤﺖ ﺭﻫﻴﺐ .. ﻭﺍﻷ‌ﻧﻈﺎﺭ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣقنعه ..؟؟
ﻓﻌﻼً‌ ﻛﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ‌ ﻳﻮﺟﺪ في ﺠﻮﻓﻨﺎ ﺇﻻ‌ ﻗﻠﺐ ﻭﺍﺣﺪ ..
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﺭﺟﺎﻻ‌ ..
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ عز وجل لرجل .!!؟؟ اقرؤوا الإجابة :
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﻋﺠﺎﺯاً ودقة ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴها ﺇﻻ‌ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ : ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﺑﺠﻮﻓﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻠﺖ ..
ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺑﺠﻮﻓﻬﺎ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ..
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷ‌ﺭﺽ !!ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﺠﺰﺓ
ﺑﻜﻞ ﻛﻠمه .. بكل آية فيه .
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻳﻀﻊ ﻛﻠمه ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ..
ﺇﻻ‌ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺭﺑﺎﻧيه ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﻛﻠمه ﻣﻜﺎﻥ ﻛﻠمه ﻻ‌ﺧﺘﻠﺖ ﺍﻵ‌ﻳﺔ ..

الأربعاء، 13 مايو 2015

مَن يكتبُ التاريخ؟

مَن يكتبُ التاريخ؟! (1)


محمد شعبان أيوب*
في: الثلاثاء, 14 أبريل 2015 20:13
آخر تعديل: الثلاثاء, 14 أبريل 2015 20:15
          ||إننا مازلنا في الأعمّ الأغلب ننظرُ إلى التأريخ كأرض مشاع يستطيع كلّ من أمسك قلمًا أو تأدّب بنوع من الأدب أن يلجها ويعبث فيها كما يشاء. تُرى أيطمع أي منّا في أن يُؤلف في الرياضيات دون أن يقفَ على دقائق أسلوبها، أو أن يمارس الفيزياء أو الكيمياء أو الطب دون أن يتدرب في مخابرها ويفني السنين الطويلة في دراستها نظرًا وتطبيقًا؟ فلماذا لا نُقرّ للتأريخ بمثل هذه الحاجة إلى فنّ ودراية وتدرّب عقلي صارم؟ إنّ البحث التأريخي هو – عند التحقيق – أشدّ دقة وأبعدُ منالاً من الأبحاث العلمية الطبيعية؛ لأن مادته أصعب من مادتها، وأشدّ تعقّدًا، ومقاييسه أخفى من مقاييسها وأعسر تحديدًا. فلا بدع في أن يكون – كما قال بعضهم – "أصعب العلوم". إن هذه الحقيقة لا تزال خافية عن سواد الناس عندنا، بل لنقل أيضًا إنها تخفى عن سواد الشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار، ولكن آن لها أن تبدو للخاصّة من مثقفينا، وأن تدفعهم لأن يفرضوا على أنفسهم وعلى كل من يتصدّى للتأريخ منّا توفية الشروط التي تتطلبها هذه الصناعة. فالحقيقة التاريخية مطلب بعيد، وخصم عنيد لكل عبث في القول أو وهم في الخيال أو خفّة في الحكم. يُضاف إلى هذا أن الضرر الذي يحدث من الأحكام التأريخية الفاسدة قد يعمّ الناس ويسري في عقولهم ويؤثّر في تصرّفاتهم حتى ليصبح من الصعب إزالته، خصوصًا إذا لقيت هذه الأحكام هوىً في النفوس، وتجاوبًا في الصدور؛ فليس أعسر عندئذ من العودة إلى رؤية الحق والاهتداء بهديه والتزام طريقه"[1]
*****

صراعُ الديكة على الإرث التاريخي!

الحقّ أن هذا الاقتباس الطويل –والذي قد يخالف الأعراف الأكاديمية في الاقتباسات– كان من المحتّم علي في بدء هذه السلسلة من المقالات عن قصة ومشارب الكتابة التاريخية أن أُصدّره بها؛ ذلك لأنه ما عانت الحركة الإسلامية من غياب الوعي التاريخي مثلما عانت في الأعوام الخمسين الأخيرة، فقد انتشر نمط من الكتابة العاطفية التي توقفت عند المحنة دون الاعتبار بالأخطاء الذاتية، أو باستلال عظائم الحضارة الإسلامية دون الاعتبار بالانتكاسات؛ وإن عُذر هذا النمط الأخير من الكتابة لأنه ما ظهر إلا كردة فعل على الهجمة الشرسة التي نالت من التراث الإسلامي وتاريخه؛ فإن المقارنة بين التاريخ الإسلامي – بكل ما له وما عليه – بتاريخ الإمبراطوريات التي ظهرت على أنقاضها الدولة الإسلامية أو حتى الحضارات المعاصرة يكشف الهوة البعيدة بين تعامل كل منهما مع الإنسان والبيئة وأثر التصور العقدي على المعرفة والثقافة العامة/ النموذج ورؤيته للأشياء.

وفي غمرة هذا الدفاع المحموم بين التيار الإسلامي وغيره من التيارات والأيديولوجيات كالمادية الماركسية والقومية القطرية ثم الاتجاهات العلمانية الليبرالية فيما بعد، طفت على السطح سلبيات كل فريق على الحقول المعرفية المختلفة وعلى رأسها الرؤية التاريخية، وإذا كان الاقتباس النفيس الآنف ذكره المؤرخ اللبناني قسطنطين زريق قبل أكثر من خمسين عامًا، فإنه هو نفسه قد انتقد مدارس التأريخ المختلفة، فالإسلامية والمسيحية قد سمّاهما بالمدرسة التقليدية، وانتقد بشيء من الاستحياء المدرسة القومية – الغالبة آنذاك – والماركسية، ومدح بشيء من الاختصار المدرسة العلمية التي سنقف معها لاحقًا.

أقولُ: إن الوصول إلى الحق المطلق في العلوم الإنسانية ضرب من الشطط، وإن الانتقاص المستمر لاتجاه من الاتجاهات التأريخية ضرب من عدم الإنصاف، فكل اتجاه في العلوم الإنسانية – والتاريخ منها – له ما له وعليه ما عليه، طالما أن كلا منها يسعى للوصول إلى الحقيقة التي هي غاية تلك العلوم.

ومن ثم فإن هذه السلسلة من المقالات لا تهدف إلى ترجيح كفة مدرسة تأريخية على أخرى بقدر ما هي سلسلة توصيفية تعريفية، ستقف – إن شاء الله – مع الرؤية التأريخية للمسلمين في تاريخهم الثقافي والتدويني، ومع أهم المدارس التأريخية التي ظهرت في العالم الغربي ما لها وما عليها، ومع علوم المنهج التاريخي "الميثدولوجيا" المعاصرة وأهم ما استفادته من تاريخ التراث الإسلامي الذي كان أسبق في التحري والضبط والعدالة من هذه المدارس الميثدولوجية المعاصرة، ومع أهم القراءات التاريخية المعاصرة وأثرها في الوعي الجمعي للمتلقين في العالم العربي، سواء في الدراسات الأكاديمية أم في التيارات الثقافية بمختلف مشاربها.

بين التاريخ والتأريخ!

لكلمة "التاريخ" تاريخ من التطور الدلالي في الغرب، فقد استُخدمت كلمة Istoria في الحضارة اليونانية في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد للدلالة على البحث عن الأشياء الجديرة بالمعرفة، ثم أصبحت مقتصرة على الأحداث التي رافقت نمو هذه الظواهر، وبذلك ولد تعبير التاريخ بمعناه الشائع، وأخذ الرومان تلك الكلمة بمبناها ومعناها، وظلت كلمة historia تعبيرًا فنيًا لم تتبدل حروفه بانتقاله إلى اللغات الرومانية كما كان يحدث لو كانت هذه الكلمة دارجة الاستعمال عند العامة، غير أنّ معناها في الاستعمال الشعبي أخذ يتدهور في اللاتينية واتخذ أشكالاً مختلفة أخذتها اللغة الإنجليزية من الفرنسية[2].

ويقصر أغلب المؤرخين معنى التاريخ على بحث واستقصاء حوادث الماضي كما يدل على ذلك لفظ historia المستمد من الأصل اليوناني القديم، أي كل ما يتعلّق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض، بتسجيل وصف أخبار الحوادث التي ألمّت بالشعوب والأفراد، وقد تدل كلمة تاريخ على مطلق مجرى الحوادث الفعلي الذي يصنعه الأبطال والشعوب، والتي وقعت منذ أقدم العصور، واستمرّت وتطورت في الزمان والمكان حتى الوقت الحاضر.

وفي اللغة العربية التاريخ والتأريخ والتوريخ يعني الإعلام بالوقت، وقد يدلّ تاريخ الشيء على غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتّفق من الحوادث والوقائع الجليلة، وهو فنّ يبحث عن وقائع الزمان من ناحية التعيين والتوقيت وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله المفصّلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة للإنسان وفي الزمان[3].

وقد تعددت الأقوال في أصل كلمة أرخ أو ورخ، فثمة من نسب الجذر العربي إلى اللفظة اليونانية arch الذي يُنطق في اليونانية "أرخ" ومعناه القديم أو القدم[4]، وثمة من نسبها إلى جذور سامية في اللغتين الأكادية والعبرية بل بعضهم نسبها إلى اللغة العربية العاربة الجنوبية في اليمن، لأنه لم توجد لها جذر في لغة العرب المستعربة في الشمال.

وأيًا ما كان أصل الكلمة، فإن ثمة محاولات مهمة استطاعت أن تفرّق بين التاريخ والتأريخ بشيء من المنطقية والموضوعية؛ إذ اكتنف لفظة "التأريخ" نوعًا من اللبس؛ فهي تارة تُطلق على الماضي البشري ذاته، وتارة على الجهد المبذول لمعرفة ذلك الماضي ورواية أخباره، أو العلم المعني بهذا الموضوع، وما فتئ العقل البشر ينتقلُ عفوًا بين تلك المعاني دون تمييز دقيق بينها، وقد كان هذا اللبس ذاته في اللغات الأجنبية الحية، فكانت هذه المحاولات في المنهجية التاريخية قد تمكنت من التفريق بينهما، فأطلقت "التأريخ" (بالهمز) على دراسة الماضي، و"التاريخ" (بالألف اللينة) على الماضي ذاته[5].

فإذا كانت دراسة الماضي تعني "تأريخًا"، فإن هذا التأريخ يدخل في جل العلوم العلمية والإنسانية على السواء، بيد أنّ العلوم الطبيعية ليست غاية العالِم فيها الأحداث الماضية بذاتها، بل غايته استخلاص القوانين التي تربطُ هذه الأحداث أو النظريات التي تفسّرها، ووضع العلوم الاجتماعية شبيه من هذا القبيل بوضع العلوم الطبيعية في أنها ترمي إلى استنباط القوانين التي تنتظم بها الأحداث البشرية، ولا تكتفي بمجرد إدراك تلك الأحداث بالذات، بالرغم من أن هذه الغاية في العلوم الاجتماعية أبعد منالاً وأصعب سبيلاً منها في العلوم الطبيعية؛ لأن مادة تلك العلوم – وهي الإنسان فردًا ومجموعًا – أشدّ تعقيدًا، وأعمق غورًا، وأبلغ فعلاً من مادة العلوم الطبيعية، والتأريخ يشارك العلوم الاجتماعية بمادته الإنسانية، لكنه يختلف عنها في أنه ينصرف إلى هذه المادة من وجهة نشوئها وتغيّرها وتسلسلها الزمني؛ فإذا شاء أن يتعدّى هذا إلى استخلاص قوانين التغير أو التطور فقد دخل في حيز دراسة أخرى يمكننا أن نميزها عن التأريخ الصرف؛ هذه الدراسة هي فلسفة التأريخ أو علم الاجتماع التأريخي، أو علم "العمران البشري" كما دعاه ابن خلدون (ت808هـ)[6].


*باحث في التاريخ والتراث
[1] قسطنطين زريق: نحن والتاريخ ص83، 84. دار العلم للملايين – بيروت، 1985م.
[2] فرانز رزنثال: علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلي ص19. مؤسسة الرسالة – بيروت، 1983م.
[3] حسن عثمان: منهج البحث التاريخي ص12. دار المعارف، الطبعة الثامنة.
[4] حسين مؤنس: التاريخ والمؤرخون ص7. دار المعارف، 1984م.
[5] زريق: نحن والتاريخ ص14.
[6] زريق: نحن والتاريخ ص52

السبت، 4 أبريل 2015

ابن خلدون

ابن خلدون

ibn_khaldunHj
حياته
ابن خلدون (الاسم الكامل : ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 – 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ) مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ امازيغي مسلم من إفريقية في عهد الحفصيين و هي تونس حاليا ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم . ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34 . أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب ، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ، وكان أبوه هو معلمه الأول , شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في أوساط القرن السابع الهجري, وتوجهوا إلى تونس حاضرة العلوم آنذاك[بحاجة لمصدر], وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين .
قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر, وعمل بالتدريس ، في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة ، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم . وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة و كان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى “سيد القبّة” . توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ) . ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك .
يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية, فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة, وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية, وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها . وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت .
عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر, وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون, وتشغل من هذا الكتاب ثلثه, وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر . 
 اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م)وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلا الناس في سنينه الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة أبن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على 
الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير


نظرياته و انجازت
علم التاريخ: لقد تجمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية و العملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا- رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ-ذلك أنه لم يراقب الأحداث و الوقائع عن بعد كبقية المؤرخين ، بل ساهم إلى حد بعيد و من موقع المسؤلية في صنع تلك الأحداث و الوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما، و ضمن بوتقة جغرافية انتدت من الاندلس و حتى بلاد الشام . فقد استطاع ،و لأول مرة ، (اذا استثنينا بعض المحاولات البسيط هنا و هناك ) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة ، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الانسانية، لذلك انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الباطنية الجوهرية للتاريخ
علم الإجتماع: أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الارض و مغاربها ، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم ((العمران البشري)) كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد:((… و هذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا…))، و هو علم مستقل بنفسه موضوعه((…العمران البشري و الاجتماع الانساني ))، كما أنه علم يهدف إلى (( بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا )(و اعلم) أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه الغوص… و كأنه علم مستبط النشأة ، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة ))(المقدمة). و يبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعللول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها . لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية(ديمغرافية)،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية
علم الاقتصاد: ان النتيجة التي توصل اليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي و هي:((ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الانتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، و انتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة و التجارة:((…و أما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه )).(المقدمة)
الفلسفة: يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل،
مؤلفاته:
– تاريخ ابن خلدون, واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

– شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
– مقدمة ابن خلدون
– التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقا وغربا (مذكراته).
اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م)وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلا الناس في سنينه الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة أبن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير
نظرياته و انجازته
علم التاريخ: لقد تجمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية و العملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا- رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ-ذلك أنه لم يراقب الأحداث و الوقائع عن بعد كبقية المؤرخين ، بل ساهم إلى حد بعيد و من موقع المسؤلية في صنع تلك الأحداث و الوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما، و ضمن بوتقة جغرافية انتدت من الاندلس و حتى بلاد الشام . فقد استطاع ،و لأول مرة ، (اذا استثنينا بعض المحاولات البسيط هنا و هناك ) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة ، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الانسانية، لذلك انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الباطنية الجوهرية للتاريخ
علم الإجتماع: أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الارض و مغاربها ، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم ((العمران البشري)) كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد:((… و هذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا…))، و هو علم مستقل بنفسه موضوعه((…العمران البشري و الاجتماع الانساني ))، كما أنه علم يهدف إلى (( بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا )(و اعلم) أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه الغوص… و كأنه علم مستبط النشأة ، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة ))(المقدمة). و يبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعللول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها . لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية(ديمغرافية)،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية
علم الاقتصاد: ان النتيجة التي توصل اليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي و هي:((ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الانتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، و انتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة و التجارة:((…و أما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه )).(المقدمة)
الفلسفة: يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل،
مؤلفاته:
– تاريخ ابن خلدون, واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
– شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
– مقدمة ابن خلدون
– التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقا وغربا (مذكراته).

الاثنين، 23 مارس 2015

فن السيطرة على الآخرين

فن السيطرة على الآخرين

عمّار صبري 

يسعى الآخرون دائما أن يبقوا على سيطرتهم عليك، ألا يفقدوا قدرتهم على التحكم فيك، الأمر لا يتعلق فقط بالخصوم بل أيضا بشركائك، الجميع يحاول السيطرة والتحكم في  اتخاذ القرارات، وحين تتعرض لذلك لا تفكر في كيفية مقاومة ذلك وإيقافه، بل فقط حاول تغيير ظروف المعادلة، فبدلا من محاولة السيطرة على تصرفات خصمك، انقل الصراع إلى المنطقة التي تختارها، مغيرا الإيقاع والأولويات بالاتجاه الذي يناسبك، حاول السيطرة على عقل الخصم وكيفية تفكيره وليس تصرفاته، وحين يحدث ذلك ستزداد أخطائه، وإذا تطلب الأمر دعهم يشعرون أنهم مسيطرين لكي تجعلهم أقل تيقظا تجاهك، وهنا تصب تصرفاتهم كلها في صالحك.
تشكل مسألة السيطرة قضية أساسية في العلاقات الإنسانية، فالجميع يسعى لامتلاك السيطرة على الآخرين، الجميع يشمئز من شعور الضعف أو التبعية، لذلك إذا ما تقاطعت العلاقات فإن أول ما يفكر به الجميع كيف يسطر على الطرف الآخر ويخضعه لما يريد؟ ومهمتك كإستراتيجي مزودجة، أولا: أن تدرك الصراع في كافة جوانب الحياة، وألا تنخدع بهؤلاء الذين يدعون أنهم غير مهتمين بالسيطرة، لأنهم غالبا يكونون الأكثر ميلا للتلاعب، ثانيا: أن تمتلك مهارة السيطرة على الآخرين، أن تعرف كيف تحرك من حولك كقطع الشطرنج، الأمر لا يتعلق بالقوة المادية بقدر ما يتعلق بقدرتك على التفكير بشكل استراتيجي، ويستلزم ذلك وضوح في الهدف والاتجاه لديك.
وقد حدد روبرت جرين في كتابه 33 استراتيجية للحرب أربعة مبادئ لإتقان فن السيطرة على الآخرين وهي:
  • أبقهم مستنفرين: قبل أن يقوم العدو بأي حركة تجاهك، وقبل أن تحدث أي أحداث غير متوقعة تفسد خططك، عليك أن تقوم بخطوة استباقية كي تبقيهم تحت ضغط مستمر، الخطوة الاستباقية تلك سوف تجعلك تمسك بزمام الأمور، حتى وإن كانت قوتك أقل من قوة خصمك فستجعلك تلك الخطوة تتساوى مع خصمك، إن وضع الخصم في موقف دفاعي وجعله في منطقة رد الفعل بدلا من الفعل، كل ذلك يجعله منخفض المعنويات.
  • بدّل الميدان: بطبيعة الحال يرغب خصمك أن يواجهك في ميدان مألوف له، الميدان هنا يعني كافة التفاصيل، الزمان والمكان وهدف المعركة، حينما تقوم بشكل مفاجئ بنقل المعركة إلى ميدان لا يألفه الخصم، فإنك تضغط على الخصم أن يواجهك وفقا لشروطك.
  • ادفعهم إلى الخطأ: يعتمد خصومك على تنفيذ استراتيجيات تصب في مصلحتهم وتكون قد أثبتت نجاحاتها من قبل، وتكمن مهمتك في أن تخوض المعركة بشكل يدفعهم أن يتخلوا عن استراتيجيتهم تلك، وان يضطروا إلى سلوك استراتيجيات جديدة تدفعهم إلى المزيد من الخطأ. كذلك لا تدع لهم الوقت لفعل أي شيئ، تلاعب بنقاط ضعفهم العاطفية، اجعلهم بقدر الإمكان مستفزين، فخطواتهم الخاطئة هي ما يمنحك الفرصة للنيل منه.
  • تظاهر بالسيطرة السلبية: إن أقصى أشكال السيطرة هو جعل أعداءك يشعرون بأنهم مسيطرون، فحين يشعرون بأنهم يملكون زمام الأمور، ستقل مقاومتهم لك، ويمكنك أن تقود خصمك ببطء وسرية بالاتجاه الذي تري 
    لا يتعلق الأمر بمدى قوتك أو قدرتك على توجيه الضربات للخصم، بل الأمر يتعلق بقدرتك على أن تحرك خصمك إلى حيث تريد، إلى الميدان الذي يناسب طريقتك في المواجهة، فقط عليك أن تحدد الإيقاع الذي يناسبك في المواجهة وتدفع خصمك إلى الخطأ وألا تمنحه الفرصة كي يحدد استراتيجية لمواجهتك، وتبقيه فقط خاضعا لسيطرتك في المعركة.

الخميس، 12 مارس 2015

التعميم.. مشكلة في العقل البشري

التعميم.. مشكلة في العقل البشري

أنس الخطيب
إنَّ العقل البشري دائمًا يسعى إلى فهم من حوله من خلال مجموعة من الصناديق الجاهزة, فيستخدم التعميم ليسهل عليه إلقاء الحكم من غير استثناء, فالتعميم هو وضع المتفاوتات في مرتبة واحدة من غير برهان, ويسميه بعضهم “القفز إلى الخاتمة” وذالك لسهولتها, ولإنهاء الموضوع.
هذه النظرة العمومية لا تدع مجالاً للاستثناء فتحرق الأخضر واليابس, ففكرة التعميم تجد رواجًا عند فئة كبيرة في المجتمع وذالك لأنها لا تجلب الجهد ولا العناء في التفكير والبحث, فمن السهل أن تقول إن كل الشعوب الأفريقية متخلفة, أو أمريكا كلها تكره الإسلام, أو أنَّ الأطباء في هذا المستشفى لا يعرفون الطب, أو أصحاب المذهب الفلاني كلهم مبتدعة, أو جميع القضاة ظلمة, إنَّ هذه العبارات مختصرة وفي قوالب جاهزة لا تجلب العناء, ومع أنها عبارات قوية, إلا أنا نجد صاحبها يقولها بكل سهولة ومن دون تفكير, وما إن تستدرك عليه هذا التعميم إلا وتجده يرميك بأنك جاهل, علماني, موالي للغرب, سفيه, ليس لديك علم, فاسق, وذالك من القوالب الفكرية الجاهزة التي لا يعرفُ معناها أيضًا, وكأنه بتعميمه هذا بات أشبه بذالك الدكتور الذي يعمم وصفته الطبية لكل مرضاة فيعطي دواء محددًا للذي يعاني من صداع ويعطيه أيضًا للذي يعاني من مرض في الأمعاء!
وإذا رجعنا إلى هذه الأحكام الصادرة من المعمِّم لرأينا أنها صدرت من شخص رأى أو سمع موقفا مسيئًا من أحدهم, فسمح لعاطفته بالتأثير عليه, فأطلق حكمه العام على ذالك الشخص أو تلك المجموعة أو البلد, استنادًا إلى مثال أو مثالين فقط, فالتعيم لا يكون صحيحًا غالبًا.
التعميم ليس من مسلك الحكماء ولا العقلاء, وإنما هو نتيجة لسببين:
السبب الأول: قلة العلم والخبرة, وهذه الحالة يلجأ إليها الطفل غالبًا وذالك لقلة علمه وخبرته وصعوبة تصنيف الأشياء من حوله, فتجده يمر على قطة فيقول بابا هذه قطة, ويمر على كلب ويقول بابا هذه قطة, ويمر على حصان ويقول هذه قطة, وذالك لأنها حيوان وأنها تمشي على أربع فنجد الطفل لقلة علمه وخبرته لا يفرق, وهذه مرحلة عمرية لا يلام عليها الطفل لكننا نلوم من تستمر معه هذه المرحلة حتى يصبح رجل بتفكير طفل فنجده لا يستطيع التمييز بين المجتمعات أو الجماعات فيعمم.
السبب الثاني: التعصب سواء الديني أو القبلي أو غيرها, فتجد المتعصب يستخدم صندوق التعميم وذالك لإسقاط المذاهب الأخرى لنصرة مذهبه, فنجده يقول إن كل السنّة مبتدعة, أو كل الشيعة كفار, فهذا مرض تفشَّى في الأمة الإسلاميَّة وفيه من الظلم مالا يخفى, فنجد رجل دين تكلم في مسألة فتجد أعداءهُ لا يخطِّئون هذا الرجل بل يخطئون كل أتباعه, وذلك فيه من تحميل الناس مالا يستحقون, فلقد فصَل الله في هذا الحكم وحرمه, أي التعميم فقال: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.
إنَّ استخدام ألفاظ مثل غالب, أغلب, كثير, أكثر, قليل, أقل, يظل أقرب إلى السلامة من استخدام جميع, كل, عامة, لأنَّ الألفاظ الأولى تترك مجالاً للاستثناء, ويقول الدكتور عبد الكريم بكار: “إن التعميم المفرط من أكثر أخطاء التفكير شيوعًا, وذالك بسبب عجز معظم الناس عن إصدار أحكام مبنية على رؤية تفصيلية منصفة”.

الأربعاء، 4 مارس 2015

ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد


ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد


ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد
نشر أب أمريكي تعليقا يعبر فيه عن تعجبه من أمر عجيب. هذا الأب له ابنتان، الأولى متفوقة دراسيا حتى ضموها لفصل خاص لأمثالها لمساعدتها على التفوق الدراسي، والثانية تعثرت دراسيا وحين كانت تحرز درجات المرور وعدم الرسوب فرحت العائلة كلها. حتى الآن لا عجب، فالعجب يأتي حين مرت الأيام وتخرجت المتفوقة وبحثت عن وظيفة فلم تجد سوى معلمة في حضانة أطفال براتب ضعيف، بينما الثانية أسست شركة مستحضرات تجميل خاصة بها تدر عوائد سنوية قدرها 2 مليون دولار.
حتى أنت الآن، ستقلب الأمر في عقلك ثم تقول لي هذه حالة وحيدة لا يمكن أن تبني عليها نظرية، لكنك من داخلك تعلم أن هذا ليس صحيحا، فالمتفوق دراسيا نهايته إما أستاذا جامعيا أو موظفا في رتبة عالية، وحتى هؤلاء نسبتهم قليلة، فالكثير من المتفوقين دراسيا إن لم تتلقفهم جهة حكومية تنفق على نبوغهم فللأسف سيخبو نجمهم ويضيع حلمهم ويعيشون حياة تقليدية غير التي كان الناس يظنون أنهم سيصبحون عليها. أرجو عدم التسرع، أنا هنا لا أهاجم المتفوقين علميا ودراسيا، أنا هنا ألفت الانتباه إلى أن التفوق الدراسي وسيلة وليس الغاية.

من الصفر إلى الواحد

هذه النقطة تناولها بيتر ثييل في كتابه الممتاز  من الصفر إلى الواحد ، (هذا العنوان كناية عن الدعوة للابتكار والانتقال من لا شيء إلى الواحد، وعدم التركيز على التقليد، والذي هو الانتقال من الواحد إلى ما لا نهاية). بيتر ثييل نفسه مثال على هذه النقطة، فهو خريج الحقوق وتخرج ليتفوق بعدها في مجال المحاماة حتى أنه ترشح للعمل ضمن فريق المحكمة الدستورية العليا الأمريكية، لولا أن طلبه قوبل بالرفض وهو ما كان له الوقع النفسي الشديد عليه، فهو كان يظن أن هذه الوظيفة هي منتهى أحلامه. ما حدث بعدها أمر تقليدي يعرفه قارئ قصص النجاح الكثيرة في مدونة شبايك، ذلك أن هذا الرفض دفعه للعمل على مشروع ناشئ اسمه باي بال.

الشغف المدمر بالمنافسة

يرى ثييل أن النظام الدراسي العالمي الحالي هو انعكاس لشغف البشر الشديد بالمنافسة، لا لشيء سوى أننا معاشر البشر نحب المنافسة وهذا الولع ينسينا لماذا تنافسنا في المقام الأول. المدرسون يزكون هذه الروح التنافسية بين الدارسين، ذاكر جيدا لتسبق منافسك فلان الذي تغلب عليك في درجات الشهر الماضي. احذف الترفيه من حياتك حتى لا تتقدم عليك زميلتك الجامعية فكيف لبنت أن تسبق شابا واعدا. تحمل يا فتى فأنت في السنة الجامعية الأخيرة ويجب أن تحرز أعلى الدرجات لتكون أول الدفعة وتحصل على الامتياز والتقدير.

ثم ماذا؟

بعدما تحقق لهم الدرجات العلى، تجدهم يطالبونك بأن تحصل على الوظيفة الفلانية، وربما ساعدوك بواسطة تظلم بها غيرك، وبعدها يطالبونك بأن تنافس زميلك فلان، ثم تنافس غريمك علان في السوق، ومن منافسة لحرب لقتال لنزاع حتى لتظن أنك تحرر القدس. بعد فترة من الوقت ستجد أن هذه الروح التنافسية تشغل نظرك عن حقائق كثيرة.

لماذا ندرس جميعا؟

ببساطة، لتحصل على حياة أفضل. الآن، ما هو تعريفك للحياة الأفضل؟ هل هي أن تعيش وأنت تعرف أنك أفضل من جارك وأحسن من قريبك وتتفضل على صديقك الذي تعرفه على الرغم من أنه أقل من مستواك؟ بالتأكيد لا، لكن بكل أسف، ننزلق دون أن نشعر لأن نفعل ذلك ونفكر بهذه الطريقة. أنت تريد لابنك أن يكون أبز من أقرانه، ولبنتك أن تكون أفضل من نساء العالم وهكذا.

هل المنافسة خطأ؟

نعم و لا. معضلة هذا العالم هي أن كل شيء له حدود فضلى وأخرى خطيرة، وهذه يسمونها التفريط والإفراط، والمعضلة هي أن الحدود الفاصلة بين الإفراط والتفريط غير واضحة المعالم، تدركها دون أن تراها، و فوق كل هذا، هذه الحدود تتغير بتغير الوقت. المنافسة مطلوبة لكنها وسيلة لا الهدف. البشر بدون منافسة تميل للتكاسل والتقاعس. الكثير من المنافسة يدفع البشر للجريمة وللقبيح من الأفعال، بما يضرهم ولا ينفعهم ويشغلهم عما كان يجب عليهم الاهتمام به، و الانسان يعيش حياته مترددا بين الإفراط والتفريط.

اضرب لنا أمثلة

مايكروسوفت شركة تعمل في مجال برمجة التطبيقات وأنظمة التشغيل. جوجل شركة تعمل في مجال البحث على انترنت والإعلانات. بدلا من أن يركز كل منهما في مجال، شرعا في دخول منافسة طاحنة، وبدأت حروب تدور ما بين ويندوز و كروم او اس، نيكسيس و سيرفيس، متصفح كروم و اكسبلورر، جوجل و بينج، اوفيس و دوكس، وهكذا. ماذا حدث بعد اشتعال هذه المنافسة؟ في يناير 2013 كانت القيمة السوقية لشركة منافسة اسمها ابل 500 مليار دولار، في حين كانت القيمة السوقية للغريمين جوجل و مايكروسوفت 467 مليار دولار مجتمعين. 3 سنوات قبل هذا التاريخ، كانت القيمة السوقية لابل أقل من تلك لمايكروسوفت أو جوجل منفصلين! الحرب التنافسية أمر مكلف للغاية.

الويل كل الويل حين تتحول المنافسة من تجارية لشخصية

مثال آخر طريف حدث في 1996، حين اشتعلت منافسة ما بين مؤسس أوراكل و مؤسس شركة منافسة اسمها انفورمكس. لاري اليسون مؤسس أوراكل كان من النوع الذي يصنع أعداء له ومنافسين لكي يجعل موظفيه يشعرون وكأنهم في ساحة حرب، على أمل تحفيزهم أكثر. ما حدث هو شركة انفورمكس وضعت إعلانا ضخما بالقرب من مقر أوراكل قالت فيه: احترس، الديناصورات تمر من أمامك، في إشارة إلى أن شركة أوراكل (والتي تظهر في خلفية الإعلان) كبيرة جدا مثل الديناصورات المنقرضة.
قام لاري اليسون بالرد بأن وضع إعلانا ضخما بالقرب من مقر انفورمكس يشير إلى إنها أبطأ من الحلزون. استمرت هذه التصرفات الصبيانية حتى استيقظ مدير انفورمكس ذات يوم على فضيحة محاسبية في شركته دمرتها وأرسلته للسجن. هل لو كان مدير انفورمكس انشغل أكثر بأمور شركته بدلا من المنافسة الشخصية لتمكن من اكتشاف مشاكل شركته وحلها؟
المنافسة مطلوبة مثل الملح، حسبك القليل منه لا أكثر.

يجب عليك أن تؤمن بالأسرار

منذ قرنين، لم يكتشف الانسان كل بقاع الأرض، وكان هناك على الخريطة الجغرافية أماكن لم يصلها البشر بعد، وكان الناس حين يسمعون قصص وحكايات المستكشفين، كانوا يتمنون أن يكون مستكشفين بدورهم ويكتشفوا المزيد من الأسرار. اليوم مجلة ناشيونال جيوغرافيك تعرض لك صورا لأماكن غريبة وعجيبة ومثيرة، في كل بقعة من الأرض، ما قضى على إثارة الاستكشاف. اليوم، يسود الناس قناعة بأن العالم كشف كل أسراره وبالتالي لم يعد هناك جديدا لنكتشفه، وهذه قناعة كاذبة مدمرة.

رحلة شركة اتش بي من القمة للتقليدية

في عالم الشركات، هناك دائما أسرار تنتظر من يكشف غموضها، الإدارة القديمة لشركة اتش بي HP كانت تؤمن بهذه النظرية ولذا وظفت المهندس توم بيركنز في 1963 ليرأس قسم الأبحاث في الشركة. في عام 1990 كانت القيمة السوقية لشركة اتش بي 9 مليار دولار، ثم طرحت في 1991 أول طابعة حبر ملونة بسعر اقتصادي، ديسك جيت 500 سي (DeskJect 500c) ثم في عام 1993 طرحت لابتوب اومنيبوك وهو كان خفيفا سهل الحمل (في وقته) ثم في العام التالي طرحت طابعة اوفيس-جت OfficeJet أول طابعة شاملة تتضمن ماسحة ضوئية وجهاز فاكس معا. في عام 2000 كانت قيمة الشركة السوقية بفضل هذه الابتكارات 135 مليار دولار. في عام 2010 كانت قيمة الشركة السوقية 70 مليار دولار. ما الذي حدث؟
في 2005 كان هناك فريقان يديران الشركة، الفريق القديم بقيادة بيركنز والذي كان يرى أنه يجب على اتش بي أن تبحث عن أسرار جديدة لتكتشفها وتوفرها في صورة منتجات جديدة، وفريق آخر، بقيادة باتريشا دان رئيس مجلس الإدارة وهي امرأة استقت جل خبرتها من العمل في مجال البنوك الممل، هذا الفريق الأخير أصر أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وأن الأسرار اكتشفت كلها ولم يعد هناك جديد لتقديمه وللأسف فاز هذا الفريق. النتيجة معروفة، بنهاية عام 2012 كانت القيمة السوقية للشركة 23 مليار دولار.
هناك دائما أسرار تنتظر من يكشفها، إذا لم تؤمن بهذا فاعرف أنك تقليدي ممل، أما إذا آمنت بذلك، فاعلم أن المستكشف يصيب ويخطئ، وإذا كنت تخجل ويصيبك الذعر من أن تضع نظرية ما ثم تكتشف خطئها وتعلن خطئك، فمن الأفضل لك أن تنضم لمعسكر التقليديين المملين، وانتظر حتى يأتي مستكشف فعلي ينجح فيما فشلت فيه. الاستكشاف لا يعرف الخوف أو الخجل من الوقوع في الخطأ.
(لهذا السبب لا أجد فائدة من الإعلان على انترنت لمدونتي، فهذه الإعلانات حين جربتها أتت لي بالسلبيين التقلديين المشككين (إلا من رحم ربي)، الذين لا يفعلون شيئا سوى التشكيك في مقالات المدونة وترك سمومهم الفكرية وإحباطهم ثم الرحيل. الإيجابي الباحث عن إيجابيين مثله سيعثر علينا وحده، دون حاجة لإعلان!)

مقتطفات قصيرة لأفضل ما جاء في سياق كتاب من الصفر إلى الواحد

في 2005، قام ديفيد شو وهو فنان جرافيتي، بـدهان حوائط مكتب شركة جديدة اسمها فيسبوك، وطلب أن يكون أجره في صورة أسهم في الشركة لا نقدا (رغم عدم اقتناعه بفكرة فيسبوك إلا أنه آثر المغامرة). سبع سنوات وفي عام 2012 كان نصيبه من هذه الأسهم يعادل قرابة 200 مليون دولار.
تطلق الصحافة على الفريق الذي وظفه واختاره وانتقاه بيتر ثييل (أو تيل) في بدايات تأسيس باي بال لقب: مافيا باي بال، لأن كل واحد من هذا الفريق خرج بعد بيع باي بال إلى إيـباي ليؤسس مشروعا جديدا، قيمة كل مشروع من هذه المشروع لا تقل قيمته السوقية اليوم عن مليار دولار، وهم إيلون مصك مؤسس سيارات تيسلا و سبيس اكس، رييد هوفمان مؤسس موقع لينكدإن، الثلاثي ستيف شن – شاد هارلي – جواد كريم والذين أسسوا موقع يوتيوب، جيرمي ستوبلمان و راسيل سيمونس وأسسا موقع يلب Yelp وديفيد ساكس شارك في تأسيس يامر Yammer، بينما بيتر ثييل نفسه أسس شركة تقنيات بالانتير Palantir
الناس تكره أن يبيع لها أحد أي شيء، ولذا تجد المسمى الوظيفي لرجال المبيعات والتسويق والاعلانات: مسؤول حسابات تنفيذي أو مدير تطوير الأعمال.

الثلاثاء، 3 مارس 2015

مُلخِّص كتاب: الإسلام والطاقات المعطلة

مُلخِّص كتاب: الإسلام والطاقات المعطلة [1\2]

  • الإسلام والطاقات المعطلةالكتاب: الإسلام والطاقات المعطلة
  • الكاتب: الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله
  • الطبعة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
  • عدد الصفحات: 176 صفحة
  • تلخيص: أروى العبادلة
إنّ أمماً شتى تغزو الفضاء بعدما انتصرت على الأرض. في حين أن جماهير المسلمين – بعد رقاد طويل – شرعت تفتح عينيها لترى أين تضع قدمها في أوائل الطريق الطويل!
  • كيف جمدت هذه الأمة؟
  • وكيف تنطلق؟
  • وعلى من تقع التبعة؟
  • وما قيمة مواريثها الروحية والفكرية؟
  • وهل هي عائق ينبغي أن يزاح ؟ أم مصدر حياة يجب أن ينمى؟
في هذا الكتاب الموجز إجابات على هذه الأسئلة المتتابعة. فقد تساءل المؤلف الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – عن سرّ الفتور الشائع في الأفراد والجماعات؟ ولماذا يستقبل الناس الحياة وبهم إزورار عن مواجهتها، وصدود عن مذاقها؟ ولماذا نرى الأجناس الأخرى تنطلق مع مطلع الشروق وكأنها على أبواب رحلة ممتعة؟
لنقلها صريحة: فإن أمتنا محتاجة إلى أن تجيد فن الحياة. وقبل أن تصل إلى درجة الإجادة المنشودة، لن يصلح بها دين ولا دنيا.
إن الطاقة البشرية في هذه النفوس لا تزال مادة غفلا, كأنها معادن مرمية في مناجمها لم تستخرجها يد، أو كأنها بعض قوى الكون المجهولة لما تكتشف بعد.
طاقات معطلة
إن الطاقة الكبرى في الشباب – الذي يجتاز من عمره مرحلة التوقد والمغامرة – تدعو للرثاء، لما فيه من ركود العزم  وانطفاء الأمل.. يريد أن يطعم وهو قاعد، وأن يسعد وهو نائم، وألا يلقى الحياة إلا وهي تهب رخاء، لا تجهم فيها ولا رعد، ولا غيم فيها ولا وحل.
  • كيف السبيل إلى تصحيح المعاني الإنسانية المجردة في هذه النفوس التي استعجم بعضها وتحجر البعض الآخر؟
  • ماهي العوائق والمثبطات ؟
  • وماهي الحوافز والمرغبات؟
  • هل الدين هو المسؤول؟
 إن ذلك ما نحاول بحثه والإجابه عليه.
قال أحدهم: إن الأديان – إجمالاً – تبغض الحياة للناس، وتصدهم عن الإقبال عليها، وتوجه آمالهم إلى الدار الآخرة. ومن هنا فإن طبيعة الشخص المتدين تقوم على قلة الاكتراث بالدنيا أو التعويل عليها ويتبع ذلك عجز عن تعميرها، أو زهد في أخذها، أو تقصير في آداء حقوقها!
قلت: ما أحسب هذه طبيعة الأديان على العموم، وأجزم بأن الإسلام بريء كل البراءة من هذه النزعة.
إن الإسلام يقيم أركان الإيمان على فهم الحياة بصدق، والتصرف فيها بعقل وأمانة، والقيام برسالتها إلى آخر رمق.
ولعل أقرب ما يصور هذه الحقيقة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلة فليغرسها”. إنه الأمر بمواصلة أسباب الحياة، في الوقت الذي تستحصد فيه الحياة … وممن صدر ؟ صدر من نبي يوجه البشر للآخرة، ويحث الناس على كره جحيمها وحب نعيمها ..
وقد يبدو هذا الأمر متناقضًا في بواعثه وغاياته. وهو متناقض حقاً لو أن وظيفة الإسلام بناء الآخرة على أنقاض هذه الحياة.. لكنه ليس كذلك، إنه جعل صلاح الآخرة نتيجة حتمية لصلاح الأولى. وقد أبان القرآن الكريم لنا أن البشر لم يطرقوا هذا العالم ضيوفًا عليه أو غرباء فيه، بل جاءوه ملاّكًا مسودين، وقطانًا قادرين، و وضعت تحت أيديهم مفاتيح كل شيء ليتقلبوا في أرجائه كيف شاءوا.
قال تعالى :{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}  (13)
فإذا مرت الأيام ولم يتفكروا الأقوام، ولم يستخدموا ما سخر لهم هنا وهناك فمن الملوم؟ أدين الله؟
وإذا بين الله للإنسان أنه سيّد هذه الأرض، الممكّن فيها، فجاء الإنسان إلى قطعة من هذه الأرض فعبدها، وأحنى صلبه أمامها وألغى عقله قلبه بإزائها، فمن الملوم؟ أدين الله؟
إن الله تبارك وتعالى أبدع هذا العالم وشحنه بالخيرات وقال للإنسان: اعرف عظمتي عن طريق التأمل في إبداعي، وتشبع من هذه الخيرات واحمدني على آلائي، والزم هذه الخطة حتى لا تضل ولا تشقى.
إنّ الإسلام رسم خطًا مشرقًا للحياة الإنسانية على ظهر الأرض، وأي تال للقرآن الكريم يعلم أن الله أعرق ما في الإنسان من خصائص، وطلب إليه أن يديم الخطو بين فجاج الأرض وآفاق السماء وهو مفتوح العين ذكي النظر مرهف الحس. إن الإسلام لم يقيد هذه الإباحة المطلقة إلا بشيء واحد؛ أن يشعر بأنه مهما طال به المدى فهو عائد إلى ربه ليقدم حسابًا دقيقًا عما صنع. والدين يذكّر الناس بالموت لا ليكفّوا عن السعي، أو يتوقفوا عن الحركة، بل ليكون سعيهم راشدًا وحركتهم رزينة.
إن العمل للحياتين: الدنيا والآخرة قد وصل الإسلام أطرافه و ربط بعضه ببعض، فإذا رأيت طاقات معطلة، وأعمالاً مهملة، وواجبات مهددة، فثق أن الذي ضاع من دين الله لا يقل عن الذي ضاع من دنيا الناس، وثق أن الانهيار النفسي الذي جر هذا الضياع قد أصاب الإيمان والخلق بمثل ما أصاب الحضارة والعمران.
الكفر بالإنسان
ويتبع الكفر بالحياة, وجهل وظيفة المرء فيها، الكفر بالإنسان نفسه، وبخس قيمته وتشويه حقيقته. فيسئ المتدين المنحرف تصور الملكات والشهوات الإنسانية، وينظر إليها نظرة ازدراء، إلاّ أن الله كرّم الإنسان وأنشأه خلقًا آخر، خلقًا مكرمًا يختلف عن الحيوانات بما أودع في بنائه المعنوي من خصائص وأسرار. خلقًا إذا ما بلغ نماؤه الصحيح، كما تنمو الشجرة من بذرتها السوية، فاق الملائكة، وحلّق في الملأ الأعلى. وربما كانت الحملة على الإنسان كسرًا للغرور الذي يشيع بين جم غفير من الناس، وكفكفة لشرور الكبر والاستعلاء التي تفسد الأخلاق، والإنسان بلا ريب محتاج إلى الحساب الدائم والرقابة الدقيقة، ولفته إلى عيوبه كي يتركها، خير لا شك فيه؛ إلا أن الأمر انقلب – مع المربين الأغرار – إلى الضد. إنهم لم يفلحوا في إزالة الزوائد الضارة وحسب، بل اجتاحوا الأصل نفسه، وذلك عندما حاولوا قتل الغرور في إنسان مغرور، بلغوا في الجور حدًا جعله يفقد الثقة بما عنده.. فذهب الكبر، ثم ذهبت أيضًا عزة النفس.. ثم ذهبت كذلك الشخصية الحرة المستقلة. وعلى خلافه التواضع؛ على أنه يعد فضيلة محمودة، بيد أننا لم نجن من هذا الإسلوب في غرسها، إلا خلق جيل موطئ الظهر لكل معتدِ، وتكوين أناس يحتقرون أنفسهم من الصميم، ومن ثم لا يصلحون لعمل عظيم.
لابد – لكي تتم رسالة الإنسان في الحياة – من احترام ملكاته، وإقرار شهواته. لابد من إنماء مواهبه العالية، وترك رغائبه الطبيعية تتناسب وفق مقتضيات الفطرة السليمة. لا بد من تهيئة الجو الخاص والعام كي يسلم الكيان البشري كله من العاهات العارضة والسدود العائقة.
لقد نظّم الدين عمل هذه الرغبات القوية، وحسّن توجيهها إلى أهدافها، والقيود التي يضعها عليها ليست لإعاقة وظيفتها وإنما لضمان هذه الوظيفة بإبعاد الشطط والغلط عنها.
والإسلام من هذه الناحية يُوصف بأنه مادي كما يُوصف بأنه روحي، وليس لأحد الوصفين ألصق به من الآخر، فكلاهما يومئ إلى جزء من حقيقته، وكل محاولة لسحق الشهوات وتشتيت شملها فهي عطل في جوهر الإنسان، وعجز عن آداء رسالته.. أما الملكات العليا في الإنسان فمحور نشاطها أن الإنسان سيد في هذا العالم، وعناصر سيادته تتكون من تجاوب نفسه مع هذا الكون الكبير.
في النفس البشرية استعدادان متقابلان: السلبية والإيجابية، وهما اتجاهان متعارضان، ولكنهما موجودان جنبًا إلى جنب في هذا الكيان الإنساني العجيب الذي خلقه الله على خير مثال. وكثيرًا ما يؤتى البشر من سوء توجيههم في أحد هذين الاتجاهين أو في كليهما. فالدول الديكتاتورية تضخم جانب السلبية لتضمن السيطرة الكاملة عل كل تصرف من تصرفات أفراد الشعب، محافظة على سلطانها الديكتاتوري. والدول الديمقراطية تبالغ في تضخيم جانب الإيجابية إلى درجة تبيح استغلال الفرد القوي لغيره من الناس استغلالاً ظالمًا. كما تبيح كثيرًا ما يسمونه “الحرية الشخصية” إلى حد يثير الفوضى.
ولقد نفذ الإسلام إلى هذين الخطين المتقابلين فصحح معيارهما بهمّة فريدة تضع كل شيء في نصابه الحق، فتبدو الأمور طبيعية منطقية لا عوج فيها ولا انحراف. ذلك أنه أعطى سلبية مطلقة أمام الله (التسليم المطلق) فالله هو الخالق, وهو المتصرف, وهو المدبر, وهو المعطي, وهو الآخذ, وبيده كل شيء, وهو على كل شيء قدير .
إضافة إلى إيجابية مطلقة إزاء قوى الكون كلها؛ فالكون كله بجميع طاقاته وكنوزه وذخائره مسخّر للإنسان ميسّر لمنافعه.
هاتان حالتان تصطبغ بهما نفس المسلم الموصول بالقرآن، المرتبط بروحه المتأثر بإيحائه.
إن المجال الطبيعي لملكات الإنسان العليا هي البحث في هذا الكون، ومن نتائج هذا البحث يتكون الإيمان بالله وتشرب الأفئدة طرفًا من عظمته، وكل ميدان افتتح للمجادلات الغيبية كان تبديدًا آثمًا لطاقتنا العقلية. وكل عائق اصطنع لمنع العقل الإنساني من التجوال في الآفاق والإئتناس بمجالي القدرة العليا في الأرض والسماء، فهو عائق افتعله الجهل أو الضلال والإسلام منه بريء.
الاستبداد يشل القوى
إن الحكم الاستبدادي تهديم للدين وتخريب للدنيا، فهو بلاء يصيب الإيمان والعمران جميعًا، وهو دخان مشؤوم الظل تختنق الأرواح والأجسام في نطاقه حيث امتد.
والإسلام ينكر أساليب العسف التي يلجأ إليها أولئك المستبدون في استدامة حكمهم واستتباب الأمر لهم. كما أن الملكات الإنسانية، لا تنشق عن مكنونها من ذكاء واختراع، إلا في جو من الإرادة المطلقة، والحرية الميسرة.
ومما يقترن بالاستبداد السياسي ولا ينفك عنه، غمط الكفايات، وكسر حدتها، وطرحها في مهاوي النسيان ما أمكن، وربما اعتقد المستبد أن كل كفاية إلى جانب عبقريته الخارقة صفر لا تستحق تقديرًا ولا تقديما، وفي رأيي أن حظوظ الأمم من الكفايات متساوية أو متقاربة، وأن أولي النباهة والمقدرة عند أية دولة في الغرب لا يزيدون كثيرًا عن أمثالهم في أي شعب شرقي، كل ما هنالك أن قيادة الجماهير عندهم أخذ طريقه الطبيعي إلى أيدي الأذكياء والأكفياء.
إن المستبد يؤمن بنفسه قبل أن يؤمن بالله، ويؤمن بمجده الخاص قبل أن يؤمن بمصلحة الأمة. وتأخر العالم الإسلامي في القرون الأخيرة مرجعه إلى انتشار هذا الوباء. وفي أثناء مغيب الحرية عن بلد ما، يقل النقاد للأغلاط الكبيرة، أو يختفون وتضعف روح النقد عموماً، أو تتوارى. وحاجة الأمم للنقد ستظل ما بقي الإنسان عرضة للخطأ والإهمال، وما دامت العصمة لا تعرف لكبير أو صغير، فيجب أن يترك باب النقد مفتوحًا على مصراعيه. ويجب أن يحس الحكام والمحكومين بأن كل ما يفعلون أو يذرون موضع النظر الفاحص والبحث الحر، وقيمة النقد في إحسان الأعمال وضمان المصالح لا ينكرها عاقل.
وزاد الطين بلّة شيء آخر.. أننا عندما اتصلنا بالغرب في أثناء القرنين الماضيين وشعرنا بضرورة الاقتباس منه والنقل عنه، كانت أفهامنا من الصغار – ولا أقول من الغفلة – بحيث لم تلتفت إلاّ للتوافه والملذات. فالحرية التي تشبثنا بها ليست هي حرية العقل في أن يفكر ويجد ويكتشف.. بل حرية الغريزة في أن تطيش وتنزو وتضطرم.
الحرية التي نريدها ليست في استطاعة انسان ما أن يلغو كيف شاء!
الحرية التي نريدها ليست في قدرة شاب على العبث متى أراد.
الحرية التي يحتاج اليها العالم الإسلامي تعني إزالة العوائق المفتعلة من أمام الفطرة الإنسانية، عندما تطلب حقوقها في الحياة الآمنة العادلة الكريمة، الحياة التي تتكافأ فيها الدماء وتتساوى الفرص وتكفل الحقوق، وينتفي منها البغي، ويمهد فيها طريق التنافس والسبق أمام الطامحين والأقوياء.

ما رأيك؟ :)

الخميس، 26 فبراير 2015

معلومات ممتعه جدا

معلومات ممتعه جدا :-

-1 ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻚ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﻪ ﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻚ ﻛﻞ ﺷﺊ .. " ﺍﻋﻠﻢ " ﺍﻧﻪ ﻭﺻﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻼ ﺗﺨﺴﺮﻩ . .
-2 ﺍﺳﻮﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻭﻗﺤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍلذﻱ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﺍﺳﺮﺍﺭﻙ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭ " ﺍﺯﻣﺔ " ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﻣﻌﻪ . .
-3 ﻓﻘﻂ !! ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ ﺭﺍﺣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ . .
-4 ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺎﻭﻟﻪ ﺑﻜﺮﺳﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ ﺍﻭ ﻛﺎﻓﺘﺮﻳﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗﻌﺎﺵ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺮﺍﻛﺔ . .
-5 ﺍﺳﻮﺃ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺍﻥ ﻳﻤﺘﺪﺣﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻧﻔﺴﻚ !! . .
-6 ﺍﻟﻤﻔﺰﻉ ﺍﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻧﻚ ﻧﺴﺨﻪ ﻃﺒﻖ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻤﻦ ﺗﻜﺮﻩ . .
-7 ﻗﺎﻟﻮ ﻟﻲ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ : ﺫﻭﻗﻚ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻨﺎ !!....... ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ : ﺫﻭﻗﻲ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻛﻢ . .
-8 ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﻦ ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺎﻻﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﺛﺒﺎﺕ . .
-9 ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺐ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻟﻤﻚ !!
" ﺗﺄﻛﺪ " ﺍﻧﻪ ﻋﺸﻘﻚ ﺣﺪ ﺍﻷﻟﻢ . .
-10 ﻻ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﺣﺪﺍ علىﺍﻷﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻚ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻚ ﻤﻦ ﺍﺣﺒﻚ ﺣﻘﺎ ﺳﻴﻔﻘﺪﻙ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻚ . .
-11 ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ رجل ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ , ﻓﻠﻔﻆ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﻪ ﺍﻳﻀﺎ . .
-12 ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻟﺸﻌﻠﻪ ﺁﺫﺍ ﺍﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺿﺎﺀﺕ ﻟﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ , ﻭ ﺁﺫﺍ ﺍسأت ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺮﻗﺘﻚ . .
-13 ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺧﻮﻧﺔ , ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﺟﺮﺑﺖ ﻭ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺎﻧﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ . .
ﻭ ﺍﺧﻴﺮﺍ ...................
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻗﻮﺳﻴﻦ ( )
ﺍﻻﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻻﺩة , ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺄﺻﻨﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻔﻴﺪ ...
14. الاشخاص الذين يتصفون بالخجل غالبا ما يكونو افضل الاصدقاء والازواج والشركاء !
15. الاصدقاء المقربين لبعض جدا لديهم القدرة على التحدث والنقاش حول موضوع معين يصعب على غيرهم فهم هذا الحديث !
16. حقيقة الإنسان أفعاله لا أقواله. فالكلام سهل والكل يجيده، أما الفعل، فهذا هو المحك الحقيقي !
17.أغلب البشر لا ينتبهون للأشياء الجميلة في حياتهم إلا بعد فوات الأوان
18. ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﻛﺴﺮ 42 ﻋﻈﻤﻪ , ﻭﻫﻮ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻕ ﺣﻴﺄ شكراً
- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

السبت، 21 فبراير 2015

دروس الحياة


دروس الحياة

الدرس الأول :
البيوت عجائب 
قد يكون نصيب المرأة الطيبة زوجاً شريراً
وقد يكون نصيب الرجل الطيب زوجة شريرة 
فلا الطيب يقلع عن طيبته
ولا الشرير يقلع عن شره
وتستمر الحياة
المرأة التي بنى الله لها بيتاً في الجنة
كان زوجها في الأرض يقول : أنا ربكم الأعلى .
صعدت الحيوانات السفينة مع نوح ولم يصعد معه إبنه ، وآمن أولاد لوط وكفرت امرأته .
الدرس الثاني :
إذا كانوا لا يتأثرون بطيبتك
فلا تتأثر بشرّهم
لا تدع أحداً يُغيّرك للأسوأ
ثق أن الذين لا تعجبهم تصرفاتك النبيلة
يحترموك رغما عنهم ولو أبدوا لك عكس ذلك
إنما هذه الحدة منهم ذلك لأنك بطيبتك تذكرهم دوما بمدى سوئهم
والذين تفعل الشر معهم ولأجلهم قد يرافقوك في دروب الحياة
ولكن ثق أنهم لا يحترموك .
الدرس الثالث :
العشرة الطويلة لا تصنع الصداقات
منذ آلاف السنين والأخشاب ترافق المناشير
والمناجل ترافق السنابل
لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب
ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل
وهكذا بعض الذين نعاشرهم مناجل ومناشير
ولكن السنابل بقيت تعطي القمح
والأخشاب استمرت تصبح كراسي وطاولات
إذا أُجبرتَ على عشرتهم ابقَ سنبلة
واصنع الخير لا لأنهم أهله بل لأنك أهله .
الدرس الرابع :
إذا أعطاك أحدهم وردة وقال لكَ ازرعها
ستبحث عن مكان يليق بالورد تزرعها فيه .
من الغباء أن تزرع وردة في مزبلة
وبناتكم ورود فانظروا أين تزرعوهن
إياكم أن تبحثوا في الخاطبين عن مال
إن كثيراً من القصور التي تشاهدونها ليست إلا قبوراً دُفن فيها نساء أحياء وهن يمتن في اليوم ألف مرّة .
هذه الوردة التي أعطاك الله إياها شتلة صغيرة فزرعتها في تربة الاهتمام
وسقيتها في ماء المحبة
لا تُفرّط بها إلا إذا كان طالبها حديقة .