الاثنين، 23 مارس 2015

فن السيطرة على الآخرين

فن السيطرة على الآخرين

عمّار صبري 

يسعى الآخرون دائما أن يبقوا على سيطرتهم عليك، ألا يفقدوا قدرتهم على التحكم فيك، الأمر لا يتعلق فقط بالخصوم بل أيضا بشركائك، الجميع يحاول السيطرة والتحكم في  اتخاذ القرارات، وحين تتعرض لذلك لا تفكر في كيفية مقاومة ذلك وإيقافه، بل فقط حاول تغيير ظروف المعادلة، فبدلا من محاولة السيطرة على تصرفات خصمك، انقل الصراع إلى المنطقة التي تختارها، مغيرا الإيقاع والأولويات بالاتجاه الذي يناسبك، حاول السيطرة على عقل الخصم وكيفية تفكيره وليس تصرفاته، وحين يحدث ذلك ستزداد أخطائه، وإذا تطلب الأمر دعهم يشعرون أنهم مسيطرين لكي تجعلهم أقل تيقظا تجاهك، وهنا تصب تصرفاتهم كلها في صالحك.
تشكل مسألة السيطرة قضية أساسية في العلاقات الإنسانية، فالجميع يسعى لامتلاك السيطرة على الآخرين، الجميع يشمئز من شعور الضعف أو التبعية، لذلك إذا ما تقاطعت العلاقات فإن أول ما يفكر به الجميع كيف يسطر على الطرف الآخر ويخضعه لما يريد؟ ومهمتك كإستراتيجي مزودجة، أولا: أن تدرك الصراع في كافة جوانب الحياة، وألا تنخدع بهؤلاء الذين يدعون أنهم غير مهتمين بالسيطرة، لأنهم غالبا يكونون الأكثر ميلا للتلاعب، ثانيا: أن تمتلك مهارة السيطرة على الآخرين، أن تعرف كيف تحرك من حولك كقطع الشطرنج، الأمر لا يتعلق بالقوة المادية بقدر ما يتعلق بقدرتك على التفكير بشكل استراتيجي، ويستلزم ذلك وضوح في الهدف والاتجاه لديك.
وقد حدد روبرت جرين في كتابه 33 استراتيجية للحرب أربعة مبادئ لإتقان فن السيطرة على الآخرين وهي:
  • أبقهم مستنفرين: قبل أن يقوم العدو بأي حركة تجاهك، وقبل أن تحدث أي أحداث غير متوقعة تفسد خططك، عليك أن تقوم بخطوة استباقية كي تبقيهم تحت ضغط مستمر، الخطوة الاستباقية تلك سوف تجعلك تمسك بزمام الأمور، حتى وإن كانت قوتك أقل من قوة خصمك فستجعلك تلك الخطوة تتساوى مع خصمك، إن وضع الخصم في موقف دفاعي وجعله في منطقة رد الفعل بدلا من الفعل، كل ذلك يجعله منخفض المعنويات.
  • بدّل الميدان: بطبيعة الحال يرغب خصمك أن يواجهك في ميدان مألوف له، الميدان هنا يعني كافة التفاصيل، الزمان والمكان وهدف المعركة، حينما تقوم بشكل مفاجئ بنقل المعركة إلى ميدان لا يألفه الخصم، فإنك تضغط على الخصم أن يواجهك وفقا لشروطك.
  • ادفعهم إلى الخطأ: يعتمد خصومك على تنفيذ استراتيجيات تصب في مصلحتهم وتكون قد أثبتت نجاحاتها من قبل، وتكمن مهمتك في أن تخوض المعركة بشكل يدفعهم أن يتخلوا عن استراتيجيتهم تلك، وان يضطروا إلى سلوك استراتيجيات جديدة تدفعهم إلى المزيد من الخطأ. كذلك لا تدع لهم الوقت لفعل أي شيئ، تلاعب بنقاط ضعفهم العاطفية، اجعلهم بقدر الإمكان مستفزين، فخطواتهم الخاطئة هي ما يمنحك الفرصة للنيل منه.
  • تظاهر بالسيطرة السلبية: إن أقصى أشكال السيطرة هو جعل أعداءك يشعرون بأنهم مسيطرون، فحين يشعرون بأنهم يملكون زمام الأمور، ستقل مقاومتهم لك، ويمكنك أن تقود خصمك ببطء وسرية بالاتجاه الذي تري 
    لا يتعلق الأمر بمدى قوتك أو قدرتك على توجيه الضربات للخصم، بل الأمر يتعلق بقدرتك على أن تحرك خصمك إلى حيث تريد، إلى الميدان الذي يناسب طريقتك في المواجهة، فقط عليك أن تحدد الإيقاع الذي يناسبك في المواجهة وتدفع خصمك إلى الخطأ وألا تمنحه الفرصة كي يحدد استراتيجية لمواجهتك، وتبقيه فقط خاضعا لسيطرتك في المعركة.

الخميس، 12 مارس 2015

التعميم.. مشكلة في العقل البشري

التعميم.. مشكلة في العقل البشري

أنس الخطيب
إنَّ العقل البشري دائمًا يسعى إلى فهم من حوله من خلال مجموعة من الصناديق الجاهزة, فيستخدم التعميم ليسهل عليه إلقاء الحكم من غير استثناء, فالتعميم هو وضع المتفاوتات في مرتبة واحدة من غير برهان, ويسميه بعضهم “القفز إلى الخاتمة” وذالك لسهولتها, ولإنهاء الموضوع.
هذه النظرة العمومية لا تدع مجالاً للاستثناء فتحرق الأخضر واليابس, ففكرة التعميم تجد رواجًا عند فئة كبيرة في المجتمع وذالك لأنها لا تجلب الجهد ولا العناء في التفكير والبحث, فمن السهل أن تقول إن كل الشعوب الأفريقية متخلفة, أو أمريكا كلها تكره الإسلام, أو أنَّ الأطباء في هذا المستشفى لا يعرفون الطب, أو أصحاب المذهب الفلاني كلهم مبتدعة, أو جميع القضاة ظلمة, إنَّ هذه العبارات مختصرة وفي قوالب جاهزة لا تجلب العناء, ومع أنها عبارات قوية, إلا أنا نجد صاحبها يقولها بكل سهولة ومن دون تفكير, وما إن تستدرك عليه هذا التعميم إلا وتجده يرميك بأنك جاهل, علماني, موالي للغرب, سفيه, ليس لديك علم, فاسق, وذالك من القوالب الفكرية الجاهزة التي لا يعرفُ معناها أيضًا, وكأنه بتعميمه هذا بات أشبه بذالك الدكتور الذي يعمم وصفته الطبية لكل مرضاة فيعطي دواء محددًا للذي يعاني من صداع ويعطيه أيضًا للذي يعاني من مرض في الأمعاء!
وإذا رجعنا إلى هذه الأحكام الصادرة من المعمِّم لرأينا أنها صدرت من شخص رأى أو سمع موقفا مسيئًا من أحدهم, فسمح لعاطفته بالتأثير عليه, فأطلق حكمه العام على ذالك الشخص أو تلك المجموعة أو البلد, استنادًا إلى مثال أو مثالين فقط, فالتعيم لا يكون صحيحًا غالبًا.
التعميم ليس من مسلك الحكماء ولا العقلاء, وإنما هو نتيجة لسببين:
السبب الأول: قلة العلم والخبرة, وهذه الحالة يلجأ إليها الطفل غالبًا وذالك لقلة علمه وخبرته وصعوبة تصنيف الأشياء من حوله, فتجده يمر على قطة فيقول بابا هذه قطة, ويمر على كلب ويقول بابا هذه قطة, ويمر على حصان ويقول هذه قطة, وذالك لأنها حيوان وأنها تمشي على أربع فنجد الطفل لقلة علمه وخبرته لا يفرق, وهذه مرحلة عمرية لا يلام عليها الطفل لكننا نلوم من تستمر معه هذه المرحلة حتى يصبح رجل بتفكير طفل فنجده لا يستطيع التمييز بين المجتمعات أو الجماعات فيعمم.
السبب الثاني: التعصب سواء الديني أو القبلي أو غيرها, فتجد المتعصب يستخدم صندوق التعميم وذالك لإسقاط المذاهب الأخرى لنصرة مذهبه, فنجده يقول إن كل السنّة مبتدعة, أو كل الشيعة كفار, فهذا مرض تفشَّى في الأمة الإسلاميَّة وفيه من الظلم مالا يخفى, فنجد رجل دين تكلم في مسألة فتجد أعداءهُ لا يخطِّئون هذا الرجل بل يخطئون كل أتباعه, وذلك فيه من تحميل الناس مالا يستحقون, فلقد فصَل الله في هذا الحكم وحرمه, أي التعميم فقال: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.
إنَّ استخدام ألفاظ مثل غالب, أغلب, كثير, أكثر, قليل, أقل, يظل أقرب إلى السلامة من استخدام جميع, كل, عامة, لأنَّ الألفاظ الأولى تترك مجالاً للاستثناء, ويقول الدكتور عبد الكريم بكار: “إن التعميم المفرط من أكثر أخطاء التفكير شيوعًا, وذالك بسبب عجز معظم الناس عن إصدار أحكام مبنية على رؤية تفصيلية منصفة”.

الأربعاء، 4 مارس 2015

ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد


ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد


ملخص كتاب من الصفر إلى الواحد
نشر أب أمريكي تعليقا يعبر فيه عن تعجبه من أمر عجيب. هذا الأب له ابنتان، الأولى متفوقة دراسيا حتى ضموها لفصل خاص لأمثالها لمساعدتها على التفوق الدراسي، والثانية تعثرت دراسيا وحين كانت تحرز درجات المرور وعدم الرسوب فرحت العائلة كلها. حتى الآن لا عجب، فالعجب يأتي حين مرت الأيام وتخرجت المتفوقة وبحثت عن وظيفة فلم تجد سوى معلمة في حضانة أطفال براتب ضعيف، بينما الثانية أسست شركة مستحضرات تجميل خاصة بها تدر عوائد سنوية قدرها 2 مليون دولار.
حتى أنت الآن، ستقلب الأمر في عقلك ثم تقول لي هذه حالة وحيدة لا يمكن أن تبني عليها نظرية، لكنك من داخلك تعلم أن هذا ليس صحيحا، فالمتفوق دراسيا نهايته إما أستاذا جامعيا أو موظفا في رتبة عالية، وحتى هؤلاء نسبتهم قليلة، فالكثير من المتفوقين دراسيا إن لم تتلقفهم جهة حكومية تنفق على نبوغهم فللأسف سيخبو نجمهم ويضيع حلمهم ويعيشون حياة تقليدية غير التي كان الناس يظنون أنهم سيصبحون عليها. أرجو عدم التسرع، أنا هنا لا أهاجم المتفوقين علميا ودراسيا، أنا هنا ألفت الانتباه إلى أن التفوق الدراسي وسيلة وليس الغاية.

من الصفر إلى الواحد

هذه النقطة تناولها بيتر ثييل في كتابه الممتاز  من الصفر إلى الواحد ، (هذا العنوان كناية عن الدعوة للابتكار والانتقال من لا شيء إلى الواحد، وعدم التركيز على التقليد، والذي هو الانتقال من الواحد إلى ما لا نهاية). بيتر ثييل نفسه مثال على هذه النقطة، فهو خريج الحقوق وتخرج ليتفوق بعدها في مجال المحاماة حتى أنه ترشح للعمل ضمن فريق المحكمة الدستورية العليا الأمريكية، لولا أن طلبه قوبل بالرفض وهو ما كان له الوقع النفسي الشديد عليه، فهو كان يظن أن هذه الوظيفة هي منتهى أحلامه. ما حدث بعدها أمر تقليدي يعرفه قارئ قصص النجاح الكثيرة في مدونة شبايك، ذلك أن هذا الرفض دفعه للعمل على مشروع ناشئ اسمه باي بال.

الشغف المدمر بالمنافسة

يرى ثييل أن النظام الدراسي العالمي الحالي هو انعكاس لشغف البشر الشديد بالمنافسة، لا لشيء سوى أننا معاشر البشر نحب المنافسة وهذا الولع ينسينا لماذا تنافسنا في المقام الأول. المدرسون يزكون هذه الروح التنافسية بين الدارسين، ذاكر جيدا لتسبق منافسك فلان الذي تغلب عليك في درجات الشهر الماضي. احذف الترفيه من حياتك حتى لا تتقدم عليك زميلتك الجامعية فكيف لبنت أن تسبق شابا واعدا. تحمل يا فتى فأنت في السنة الجامعية الأخيرة ويجب أن تحرز أعلى الدرجات لتكون أول الدفعة وتحصل على الامتياز والتقدير.

ثم ماذا؟

بعدما تحقق لهم الدرجات العلى، تجدهم يطالبونك بأن تحصل على الوظيفة الفلانية، وربما ساعدوك بواسطة تظلم بها غيرك، وبعدها يطالبونك بأن تنافس زميلك فلان، ثم تنافس غريمك علان في السوق، ومن منافسة لحرب لقتال لنزاع حتى لتظن أنك تحرر القدس. بعد فترة من الوقت ستجد أن هذه الروح التنافسية تشغل نظرك عن حقائق كثيرة.

لماذا ندرس جميعا؟

ببساطة، لتحصل على حياة أفضل. الآن، ما هو تعريفك للحياة الأفضل؟ هل هي أن تعيش وأنت تعرف أنك أفضل من جارك وأحسن من قريبك وتتفضل على صديقك الذي تعرفه على الرغم من أنه أقل من مستواك؟ بالتأكيد لا، لكن بكل أسف، ننزلق دون أن نشعر لأن نفعل ذلك ونفكر بهذه الطريقة. أنت تريد لابنك أن يكون أبز من أقرانه، ولبنتك أن تكون أفضل من نساء العالم وهكذا.

هل المنافسة خطأ؟

نعم و لا. معضلة هذا العالم هي أن كل شيء له حدود فضلى وأخرى خطيرة، وهذه يسمونها التفريط والإفراط، والمعضلة هي أن الحدود الفاصلة بين الإفراط والتفريط غير واضحة المعالم، تدركها دون أن تراها، و فوق كل هذا، هذه الحدود تتغير بتغير الوقت. المنافسة مطلوبة لكنها وسيلة لا الهدف. البشر بدون منافسة تميل للتكاسل والتقاعس. الكثير من المنافسة يدفع البشر للجريمة وللقبيح من الأفعال، بما يضرهم ولا ينفعهم ويشغلهم عما كان يجب عليهم الاهتمام به، و الانسان يعيش حياته مترددا بين الإفراط والتفريط.

اضرب لنا أمثلة

مايكروسوفت شركة تعمل في مجال برمجة التطبيقات وأنظمة التشغيل. جوجل شركة تعمل في مجال البحث على انترنت والإعلانات. بدلا من أن يركز كل منهما في مجال، شرعا في دخول منافسة طاحنة، وبدأت حروب تدور ما بين ويندوز و كروم او اس، نيكسيس و سيرفيس، متصفح كروم و اكسبلورر، جوجل و بينج، اوفيس و دوكس، وهكذا. ماذا حدث بعد اشتعال هذه المنافسة؟ في يناير 2013 كانت القيمة السوقية لشركة منافسة اسمها ابل 500 مليار دولار، في حين كانت القيمة السوقية للغريمين جوجل و مايكروسوفت 467 مليار دولار مجتمعين. 3 سنوات قبل هذا التاريخ، كانت القيمة السوقية لابل أقل من تلك لمايكروسوفت أو جوجل منفصلين! الحرب التنافسية أمر مكلف للغاية.

الويل كل الويل حين تتحول المنافسة من تجارية لشخصية

مثال آخر طريف حدث في 1996، حين اشتعلت منافسة ما بين مؤسس أوراكل و مؤسس شركة منافسة اسمها انفورمكس. لاري اليسون مؤسس أوراكل كان من النوع الذي يصنع أعداء له ومنافسين لكي يجعل موظفيه يشعرون وكأنهم في ساحة حرب، على أمل تحفيزهم أكثر. ما حدث هو شركة انفورمكس وضعت إعلانا ضخما بالقرب من مقر أوراكل قالت فيه: احترس، الديناصورات تمر من أمامك، في إشارة إلى أن شركة أوراكل (والتي تظهر في خلفية الإعلان) كبيرة جدا مثل الديناصورات المنقرضة.
قام لاري اليسون بالرد بأن وضع إعلانا ضخما بالقرب من مقر انفورمكس يشير إلى إنها أبطأ من الحلزون. استمرت هذه التصرفات الصبيانية حتى استيقظ مدير انفورمكس ذات يوم على فضيحة محاسبية في شركته دمرتها وأرسلته للسجن. هل لو كان مدير انفورمكس انشغل أكثر بأمور شركته بدلا من المنافسة الشخصية لتمكن من اكتشاف مشاكل شركته وحلها؟
المنافسة مطلوبة مثل الملح، حسبك القليل منه لا أكثر.

يجب عليك أن تؤمن بالأسرار

منذ قرنين، لم يكتشف الانسان كل بقاع الأرض، وكان هناك على الخريطة الجغرافية أماكن لم يصلها البشر بعد، وكان الناس حين يسمعون قصص وحكايات المستكشفين، كانوا يتمنون أن يكون مستكشفين بدورهم ويكتشفوا المزيد من الأسرار. اليوم مجلة ناشيونال جيوغرافيك تعرض لك صورا لأماكن غريبة وعجيبة ومثيرة، في كل بقعة من الأرض، ما قضى على إثارة الاستكشاف. اليوم، يسود الناس قناعة بأن العالم كشف كل أسراره وبالتالي لم يعد هناك جديدا لنكتشفه، وهذه قناعة كاذبة مدمرة.

رحلة شركة اتش بي من القمة للتقليدية

في عالم الشركات، هناك دائما أسرار تنتظر من يكشف غموضها، الإدارة القديمة لشركة اتش بي HP كانت تؤمن بهذه النظرية ولذا وظفت المهندس توم بيركنز في 1963 ليرأس قسم الأبحاث في الشركة. في عام 1990 كانت القيمة السوقية لشركة اتش بي 9 مليار دولار، ثم طرحت في 1991 أول طابعة حبر ملونة بسعر اقتصادي، ديسك جيت 500 سي (DeskJect 500c) ثم في عام 1993 طرحت لابتوب اومنيبوك وهو كان خفيفا سهل الحمل (في وقته) ثم في العام التالي طرحت طابعة اوفيس-جت OfficeJet أول طابعة شاملة تتضمن ماسحة ضوئية وجهاز فاكس معا. في عام 2000 كانت قيمة الشركة السوقية بفضل هذه الابتكارات 135 مليار دولار. في عام 2010 كانت قيمة الشركة السوقية 70 مليار دولار. ما الذي حدث؟
في 2005 كان هناك فريقان يديران الشركة، الفريق القديم بقيادة بيركنز والذي كان يرى أنه يجب على اتش بي أن تبحث عن أسرار جديدة لتكتشفها وتوفرها في صورة منتجات جديدة، وفريق آخر، بقيادة باتريشا دان رئيس مجلس الإدارة وهي امرأة استقت جل خبرتها من العمل في مجال البنوك الممل، هذا الفريق الأخير أصر أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وأن الأسرار اكتشفت كلها ولم يعد هناك جديد لتقديمه وللأسف فاز هذا الفريق. النتيجة معروفة، بنهاية عام 2012 كانت القيمة السوقية للشركة 23 مليار دولار.
هناك دائما أسرار تنتظر من يكشفها، إذا لم تؤمن بهذا فاعرف أنك تقليدي ممل، أما إذا آمنت بذلك، فاعلم أن المستكشف يصيب ويخطئ، وإذا كنت تخجل ويصيبك الذعر من أن تضع نظرية ما ثم تكتشف خطئها وتعلن خطئك، فمن الأفضل لك أن تنضم لمعسكر التقليديين المملين، وانتظر حتى يأتي مستكشف فعلي ينجح فيما فشلت فيه. الاستكشاف لا يعرف الخوف أو الخجل من الوقوع في الخطأ.
(لهذا السبب لا أجد فائدة من الإعلان على انترنت لمدونتي، فهذه الإعلانات حين جربتها أتت لي بالسلبيين التقلديين المشككين (إلا من رحم ربي)، الذين لا يفعلون شيئا سوى التشكيك في مقالات المدونة وترك سمومهم الفكرية وإحباطهم ثم الرحيل. الإيجابي الباحث عن إيجابيين مثله سيعثر علينا وحده، دون حاجة لإعلان!)

مقتطفات قصيرة لأفضل ما جاء في سياق كتاب من الصفر إلى الواحد

في 2005، قام ديفيد شو وهو فنان جرافيتي، بـدهان حوائط مكتب شركة جديدة اسمها فيسبوك، وطلب أن يكون أجره في صورة أسهم في الشركة لا نقدا (رغم عدم اقتناعه بفكرة فيسبوك إلا أنه آثر المغامرة). سبع سنوات وفي عام 2012 كان نصيبه من هذه الأسهم يعادل قرابة 200 مليون دولار.
تطلق الصحافة على الفريق الذي وظفه واختاره وانتقاه بيتر ثييل (أو تيل) في بدايات تأسيس باي بال لقب: مافيا باي بال، لأن كل واحد من هذا الفريق خرج بعد بيع باي بال إلى إيـباي ليؤسس مشروعا جديدا، قيمة كل مشروع من هذه المشروع لا تقل قيمته السوقية اليوم عن مليار دولار، وهم إيلون مصك مؤسس سيارات تيسلا و سبيس اكس، رييد هوفمان مؤسس موقع لينكدإن، الثلاثي ستيف شن – شاد هارلي – جواد كريم والذين أسسوا موقع يوتيوب، جيرمي ستوبلمان و راسيل سيمونس وأسسا موقع يلب Yelp وديفيد ساكس شارك في تأسيس يامر Yammer، بينما بيتر ثييل نفسه أسس شركة تقنيات بالانتير Palantir
الناس تكره أن يبيع لها أحد أي شيء، ولذا تجد المسمى الوظيفي لرجال المبيعات والتسويق والاعلانات: مسؤول حسابات تنفيذي أو مدير تطوير الأعمال.

الثلاثاء، 3 مارس 2015

مُلخِّص كتاب: الإسلام والطاقات المعطلة

مُلخِّص كتاب: الإسلام والطاقات المعطلة [1\2]

  • الإسلام والطاقات المعطلةالكتاب: الإسلام والطاقات المعطلة
  • الكاتب: الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله
  • الطبعة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
  • عدد الصفحات: 176 صفحة
  • تلخيص: أروى العبادلة
إنّ أمماً شتى تغزو الفضاء بعدما انتصرت على الأرض. في حين أن جماهير المسلمين – بعد رقاد طويل – شرعت تفتح عينيها لترى أين تضع قدمها في أوائل الطريق الطويل!
  • كيف جمدت هذه الأمة؟
  • وكيف تنطلق؟
  • وعلى من تقع التبعة؟
  • وما قيمة مواريثها الروحية والفكرية؟
  • وهل هي عائق ينبغي أن يزاح ؟ أم مصدر حياة يجب أن ينمى؟
في هذا الكتاب الموجز إجابات على هذه الأسئلة المتتابعة. فقد تساءل المؤلف الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – عن سرّ الفتور الشائع في الأفراد والجماعات؟ ولماذا يستقبل الناس الحياة وبهم إزورار عن مواجهتها، وصدود عن مذاقها؟ ولماذا نرى الأجناس الأخرى تنطلق مع مطلع الشروق وكأنها على أبواب رحلة ممتعة؟
لنقلها صريحة: فإن أمتنا محتاجة إلى أن تجيد فن الحياة. وقبل أن تصل إلى درجة الإجادة المنشودة، لن يصلح بها دين ولا دنيا.
إن الطاقة البشرية في هذه النفوس لا تزال مادة غفلا, كأنها معادن مرمية في مناجمها لم تستخرجها يد، أو كأنها بعض قوى الكون المجهولة لما تكتشف بعد.
طاقات معطلة
إن الطاقة الكبرى في الشباب – الذي يجتاز من عمره مرحلة التوقد والمغامرة – تدعو للرثاء، لما فيه من ركود العزم  وانطفاء الأمل.. يريد أن يطعم وهو قاعد، وأن يسعد وهو نائم، وألا يلقى الحياة إلا وهي تهب رخاء، لا تجهم فيها ولا رعد، ولا غيم فيها ولا وحل.
  • كيف السبيل إلى تصحيح المعاني الإنسانية المجردة في هذه النفوس التي استعجم بعضها وتحجر البعض الآخر؟
  • ماهي العوائق والمثبطات ؟
  • وماهي الحوافز والمرغبات؟
  • هل الدين هو المسؤول؟
 إن ذلك ما نحاول بحثه والإجابه عليه.
قال أحدهم: إن الأديان – إجمالاً – تبغض الحياة للناس، وتصدهم عن الإقبال عليها، وتوجه آمالهم إلى الدار الآخرة. ومن هنا فإن طبيعة الشخص المتدين تقوم على قلة الاكتراث بالدنيا أو التعويل عليها ويتبع ذلك عجز عن تعميرها، أو زهد في أخذها، أو تقصير في آداء حقوقها!
قلت: ما أحسب هذه طبيعة الأديان على العموم، وأجزم بأن الإسلام بريء كل البراءة من هذه النزعة.
إن الإسلام يقيم أركان الإيمان على فهم الحياة بصدق، والتصرف فيها بعقل وأمانة، والقيام برسالتها إلى آخر رمق.
ولعل أقرب ما يصور هذه الحقيقة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلة فليغرسها”. إنه الأمر بمواصلة أسباب الحياة، في الوقت الذي تستحصد فيه الحياة … وممن صدر ؟ صدر من نبي يوجه البشر للآخرة، ويحث الناس على كره جحيمها وحب نعيمها ..
وقد يبدو هذا الأمر متناقضًا في بواعثه وغاياته. وهو متناقض حقاً لو أن وظيفة الإسلام بناء الآخرة على أنقاض هذه الحياة.. لكنه ليس كذلك، إنه جعل صلاح الآخرة نتيجة حتمية لصلاح الأولى. وقد أبان القرآن الكريم لنا أن البشر لم يطرقوا هذا العالم ضيوفًا عليه أو غرباء فيه، بل جاءوه ملاّكًا مسودين، وقطانًا قادرين، و وضعت تحت أيديهم مفاتيح كل شيء ليتقلبوا في أرجائه كيف شاءوا.
قال تعالى :{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}  (13)
فإذا مرت الأيام ولم يتفكروا الأقوام، ولم يستخدموا ما سخر لهم هنا وهناك فمن الملوم؟ أدين الله؟
وإذا بين الله للإنسان أنه سيّد هذه الأرض، الممكّن فيها، فجاء الإنسان إلى قطعة من هذه الأرض فعبدها، وأحنى صلبه أمامها وألغى عقله قلبه بإزائها، فمن الملوم؟ أدين الله؟
إن الله تبارك وتعالى أبدع هذا العالم وشحنه بالخيرات وقال للإنسان: اعرف عظمتي عن طريق التأمل في إبداعي، وتشبع من هذه الخيرات واحمدني على آلائي، والزم هذه الخطة حتى لا تضل ولا تشقى.
إنّ الإسلام رسم خطًا مشرقًا للحياة الإنسانية على ظهر الأرض، وأي تال للقرآن الكريم يعلم أن الله أعرق ما في الإنسان من خصائص، وطلب إليه أن يديم الخطو بين فجاج الأرض وآفاق السماء وهو مفتوح العين ذكي النظر مرهف الحس. إن الإسلام لم يقيد هذه الإباحة المطلقة إلا بشيء واحد؛ أن يشعر بأنه مهما طال به المدى فهو عائد إلى ربه ليقدم حسابًا دقيقًا عما صنع. والدين يذكّر الناس بالموت لا ليكفّوا عن السعي، أو يتوقفوا عن الحركة، بل ليكون سعيهم راشدًا وحركتهم رزينة.
إن العمل للحياتين: الدنيا والآخرة قد وصل الإسلام أطرافه و ربط بعضه ببعض، فإذا رأيت طاقات معطلة، وأعمالاً مهملة، وواجبات مهددة، فثق أن الذي ضاع من دين الله لا يقل عن الذي ضاع من دنيا الناس، وثق أن الانهيار النفسي الذي جر هذا الضياع قد أصاب الإيمان والخلق بمثل ما أصاب الحضارة والعمران.
الكفر بالإنسان
ويتبع الكفر بالحياة, وجهل وظيفة المرء فيها، الكفر بالإنسان نفسه، وبخس قيمته وتشويه حقيقته. فيسئ المتدين المنحرف تصور الملكات والشهوات الإنسانية، وينظر إليها نظرة ازدراء، إلاّ أن الله كرّم الإنسان وأنشأه خلقًا آخر، خلقًا مكرمًا يختلف عن الحيوانات بما أودع في بنائه المعنوي من خصائص وأسرار. خلقًا إذا ما بلغ نماؤه الصحيح، كما تنمو الشجرة من بذرتها السوية، فاق الملائكة، وحلّق في الملأ الأعلى. وربما كانت الحملة على الإنسان كسرًا للغرور الذي يشيع بين جم غفير من الناس، وكفكفة لشرور الكبر والاستعلاء التي تفسد الأخلاق، والإنسان بلا ريب محتاج إلى الحساب الدائم والرقابة الدقيقة، ولفته إلى عيوبه كي يتركها، خير لا شك فيه؛ إلا أن الأمر انقلب – مع المربين الأغرار – إلى الضد. إنهم لم يفلحوا في إزالة الزوائد الضارة وحسب، بل اجتاحوا الأصل نفسه، وذلك عندما حاولوا قتل الغرور في إنسان مغرور، بلغوا في الجور حدًا جعله يفقد الثقة بما عنده.. فذهب الكبر، ثم ذهبت أيضًا عزة النفس.. ثم ذهبت كذلك الشخصية الحرة المستقلة. وعلى خلافه التواضع؛ على أنه يعد فضيلة محمودة، بيد أننا لم نجن من هذا الإسلوب في غرسها، إلا خلق جيل موطئ الظهر لكل معتدِ، وتكوين أناس يحتقرون أنفسهم من الصميم، ومن ثم لا يصلحون لعمل عظيم.
لابد – لكي تتم رسالة الإنسان في الحياة – من احترام ملكاته، وإقرار شهواته. لابد من إنماء مواهبه العالية، وترك رغائبه الطبيعية تتناسب وفق مقتضيات الفطرة السليمة. لا بد من تهيئة الجو الخاص والعام كي يسلم الكيان البشري كله من العاهات العارضة والسدود العائقة.
لقد نظّم الدين عمل هذه الرغبات القوية، وحسّن توجيهها إلى أهدافها، والقيود التي يضعها عليها ليست لإعاقة وظيفتها وإنما لضمان هذه الوظيفة بإبعاد الشطط والغلط عنها.
والإسلام من هذه الناحية يُوصف بأنه مادي كما يُوصف بأنه روحي، وليس لأحد الوصفين ألصق به من الآخر، فكلاهما يومئ إلى جزء من حقيقته، وكل محاولة لسحق الشهوات وتشتيت شملها فهي عطل في جوهر الإنسان، وعجز عن آداء رسالته.. أما الملكات العليا في الإنسان فمحور نشاطها أن الإنسان سيد في هذا العالم، وعناصر سيادته تتكون من تجاوب نفسه مع هذا الكون الكبير.
في النفس البشرية استعدادان متقابلان: السلبية والإيجابية، وهما اتجاهان متعارضان، ولكنهما موجودان جنبًا إلى جنب في هذا الكيان الإنساني العجيب الذي خلقه الله على خير مثال. وكثيرًا ما يؤتى البشر من سوء توجيههم في أحد هذين الاتجاهين أو في كليهما. فالدول الديكتاتورية تضخم جانب السلبية لتضمن السيطرة الكاملة عل كل تصرف من تصرفات أفراد الشعب، محافظة على سلطانها الديكتاتوري. والدول الديمقراطية تبالغ في تضخيم جانب الإيجابية إلى درجة تبيح استغلال الفرد القوي لغيره من الناس استغلالاً ظالمًا. كما تبيح كثيرًا ما يسمونه “الحرية الشخصية” إلى حد يثير الفوضى.
ولقد نفذ الإسلام إلى هذين الخطين المتقابلين فصحح معيارهما بهمّة فريدة تضع كل شيء في نصابه الحق، فتبدو الأمور طبيعية منطقية لا عوج فيها ولا انحراف. ذلك أنه أعطى سلبية مطلقة أمام الله (التسليم المطلق) فالله هو الخالق, وهو المتصرف, وهو المدبر, وهو المعطي, وهو الآخذ, وبيده كل شيء, وهو على كل شيء قدير .
إضافة إلى إيجابية مطلقة إزاء قوى الكون كلها؛ فالكون كله بجميع طاقاته وكنوزه وذخائره مسخّر للإنسان ميسّر لمنافعه.
هاتان حالتان تصطبغ بهما نفس المسلم الموصول بالقرآن، المرتبط بروحه المتأثر بإيحائه.
إن المجال الطبيعي لملكات الإنسان العليا هي البحث في هذا الكون، ومن نتائج هذا البحث يتكون الإيمان بالله وتشرب الأفئدة طرفًا من عظمته، وكل ميدان افتتح للمجادلات الغيبية كان تبديدًا آثمًا لطاقتنا العقلية. وكل عائق اصطنع لمنع العقل الإنساني من التجوال في الآفاق والإئتناس بمجالي القدرة العليا في الأرض والسماء، فهو عائق افتعله الجهل أو الضلال والإسلام منه بريء.
الاستبداد يشل القوى
إن الحكم الاستبدادي تهديم للدين وتخريب للدنيا، فهو بلاء يصيب الإيمان والعمران جميعًا، وهو دخان مشؤوم الظل تختنق الأرواح والأجسام في نطاقه حيث امتد.
والإسلام ينكر أساليب العسف التي يلجأ إليها أولئك المستبدون في استدامة حكمهم واستتباب الأمر لهم. كما أن الملكات الإنسانية، لا تنشق عن مكنونها من ذكاء واختراع، إلا في جو من الإرادة المطلقة، والحرية الميسرة.
ومما يقترن بالاستبداد السياسي ولا ينفك عنه، غمط الكفايات، وكسر حدتها، وطرحها في مهاوي النسيان ما أمكن، وربما اعتقد المستبد أن كل كفاية إلى جانب عبقريته الخارقة صفر لا تستحق تقديرًا ولا تقديما، وفي رأيي أن حظوظ الأمم من الكفايات متساوية أو متقاربة، وأن أولي النباهة والمقدرة عند أية دولة في الغرب لا يزيدون كثيرًا عن أمثالهم في أي شعب شرقي، كل ما هنالك أن قيادة الجماهير عندهم أخذ طريقه الطبيعي إلى أيدي الأذكياء والأكفياء.
إن المستبد يؤمن بنفسه قبل أن يؤمن بالله، ويؤمن بمجده الخاص قبل أن يؤمن بمصلحة الأمة. وتأخر العالم الإسلامي في القرون الأخيرة مرجعه إلى انتشار هذا الوباء. وفي أثناء مغيب الحرية عن بلد ما، يقل النقاد للأغلاط الكبيرة، أو يختفون وتضعف روح النقد عموماً، أو تتوارى. وحاجة الأمم للنقد ستظل ما بقي الإنسان عرضة للخطأ والإهمال، وما دامت العصمة لا تعرف لكبير أو صغير، فيجب أن يترك باب النقد مفتوحًا على مصراعيه. ويجب أن يحس الحكام والمحكومين بأن كل ما يفعلون أو يذرون موضع النظر الفاحص والبحث الحر، وقيمة النقد في إحسان الأعمال وضمان المصالح لا ينكرها عاقل.
وزاد الطين بلّة شيء آخر.. أننا عندما اتصلنا بالغرب في أثناء القرنين الماضيين وشعرنا بضرورة الاقتباس منه والنقل عنه، كانت أفهامنا من الصغار – ولا أقول من الغفلة – بحيث لم تلتفت إلاّ للتوافه والملذات. فالحرية التي تشبثنا بها ليست هي حرية العقل في أن يفكر ويجد ويكتشف.. بل حرية الغريزة في أن تطيش وتنزو وتضطرم.
الحرية التي نريدها ليست في استطاعة انسان ما أن يلغو كيف شاء!
الحرية التي نريدها ليست في قدرة شاب على العبث متى أراد.
الحرية التي يحتاج اليها العالم الإسلامي تعني إزالة العوائق المفتعلة من أمام الفطرة الإنسانية، عندما تطلب حقوقها في الحياة الآمنة العادلة الكريمة، الحياة التي تتكافأ فيها الدماء وتتساوى الفرص وتكفل الحقوق، وينتفي منها البغي، ويمهد فيها طريق التنافس والسبق أمام الطامحين والأقوياء.

ما رأيك؟ :)